طقس الوطن

الملخص: تواجه نظرية الاحترار العالمي الكثير من التناقضات من جميع أنحاء العالم، منذ أن تمت الإنسحابات من بروتوكول كيوتو الذي لم يعد بروتوكولاً موثوقاً به ويمكن القضاء عليها علمياً. وقد كشفت القياسات التي أخذت تاريخياً وحتى اليوم حقائق جديدة بشأن الفترة الحارة الحالية. موضحةً أن الدورة الشمسية تسيطر على ما يسمى بالرياح الشمسية، والتي بدورها تسيطر على الأشعة الكونية التي ترتبط مباشرة بالغيوم وتكوينها. ومن هذه القياسات أيضاً ما أشار إلى أن طريقة تكوّن الغيوم تؤثر على درجات الحرارة العالمية أكثر بكثير من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. وبما أن الدورة الشمسية ستتأرجح طبقاً لهذه الدراسة والمعلومات القادم ذكرها بيت الفترة الحارة والعصر الجليدي، فإن جميع ممالك المخلوقات الحية سوف تكون عرضة للتأثر إما عن طريق الانحباس الحراري أو التبريد من الأرض، وبما أن هذه الدورة مستمرة منذ ملايين السنين، فعلى هذه المخلوقات التكيّف معها بكل ما أوتيَت من قوة، وإلا. مقدمة: تحاط الأرض من قبل العديد من الغازات التي وتشكل ما يسمى الغازات المسببة للاحتباس الحراري، هذه الطبقة من الغازات مهمة جدا للحياة على الأرض لأنها تحافظ على متوسط ​​درجة حرارة سطح الأرض، مما يبقينا على قيد الحياة. من ناحية أخرى، إن تراكم هذه الغازات أكثر وأكثر يتسبب بمحاصرة الإشعاعات الشمسية (الأشعة تحت الحمراء) فوق سطح الأرض، ومنع انعكاسها وخروجها إلى ما وراء الغلاف الجوي ثانيةً. هذا التراكم للغازات من شأنه أن يزيد من درجة حرارة سطح الأرض عاما بعد عام، بالتوازي مع زيادة الأنشطة البشرية، التي تنبعث منها كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون والغازات الأخرى، مما تؤثر لا محالة في تغير هائل في المناخ العالمي، الأمر الذي سيؤدي أيضا إلى تحولات بيولوجية وفيزيائية على المحيط الحيوي. العديد من الملاحظة حول نظرية الاحترار العالمي قد درست، ودفعت العديد من العيوب والأخطاء علماء المناخ على التفكير بنظريات بديلة. هؤلاء العلماء بدأوا يلاحظون هذه العيوب بعد دراسة البيانات التي تم جمعها حول معدلات CO 2 ، والعلاقة بينها وبين ارتفاع درجات الحرارة العالمية، وعند التعمّق أكثر في دراسات حديثة قاموا بها هم، إنتهى لديهم الخوف من الخطر المتوقع لظاهرة الاحتباس الحراري، وبدأ يتشكل لديهم تهديدا جديدا بسبب ما يسمى ب العصر الجليدي القادم قريباً . المنهجية: في هذه الدراسة، تم التركيز على البيانات للعديد من المتغيرات التي سوف أذكر في وقت لاحق، ولكن الشيء الأكثر أهمية هو أن بعض البيانات تم جمعها منذ مئات السنين، و بعضها الآخر كان قد قيس ودوّن منذ آلاف السنين، وباقيها هي عبارة عن تقديرات للوضع المناخي على سطح الأرض منذ ملايين السنين، لأنه عندما يتعلق الأمر بهذه المسألة، فمن المهم دراسة المسار الذي مشت عليه الأرض بحذافيره. المتغيرات التي استندت هذه الدراسة عليها هي : 1. تدفق الأشعة الكونية CRF وعلاقتها بدرجة الحرارة. وقد تم قياسها باستخدام ما يسمى بيانات عمر الشهب الحديدية أو Iron meteorite exposure age data . 2. تغيرات درجة الحرارة على مدى السنوات ال 3000 الماضية. تم العثور على هذه الاختلافات من خلال تحليل الهياكل العظمية للديدان البحرية، ويتم ذلك عن طريق حساب نسب نظائر الكربون (كربون 12 وكربون 13) والأكسجين (الأوكسجين 16 والأوكسجين 18). 3. درجة حرارة سطح الأرض وثاني أكسيد الكربون في القطب الجنوبي بين عامي 1957-2000. ويتم ذلك في القطب عندما يكون مغطً بالكامل بالقطع الجليدية الكبيرة أنهار الجليد ، حيث قام العلماء بحفر هذه الأنهار الجليدية بجهاز يبدو وكأنه منصة لاستخراج النفط، وعند وصولهم لأسفل الجليد بآلاف الأقدام، تم أخذ عينات أقسام ضخمة من الجليد، وأدخلت في المختربات للفحص. في أنوية الجليد، أي في أواسط العينات المستخرجة، كانت القطع تبدو تماما مثل مكعبات الثلج في مفرّز الثلاجة البيتية، حيث كانت في داخله فقاعات تحبس الهواء في الداخل بإحكام. هذا الهواء، يعد عينة من الغلاف الجوي كما كانت عليه عندما تشكل الجليد، والتي يمكن أن تكون منذ ما يقرب ال 700،000 سنة. لذلك، تكوّن لدينا سجل كبير جداً من مستويات ثاني أكسيد الكربون يرجع تاريخها إلى وقت طويل للغاية. 4. قياس درجة الحرارة العالمية في طبقة الستراتوسفير إحدى طبقات الغلاف الجوي بين عامي 1979-2002 باستخدام المعدات التي قامت بتطويرها وكالة ناسا في القمر الصناعي 9 TITOS-N ، حيث أنجزت المعدات ما يقارب 270،000 من القياسات اليومية لدرجة الحرارة في الطبقة السفلى من الستراتوسفير. 5. الاختلافات في كثافة الأشعة الكونية والغطاء السحابي بين عامي 1984-1994، حيث تم قياس التغيرات التي تعتري الغيوم باستخدام أقمار مثبتة بالأرض Geostationary Satellites ، تستطيع أن تأخذ صورا على بعد 36،000 كم عن سطح الأرض. النتائج والمناقشة: 1. يظهر منحنى درجة الحرارة السفلي التي في نطاق ما يقارب ال 500 مليون سنة، وجود ما يشبه العديد من دورات المناخ، يتأرجح بين العصور الجليدية طويلة الأمد بمتوسط ​​درجة حرارة -2 o مئوية، وفترات بينية دافئة قصيرة الأمد ومتوسط ​​درجة الحرارة فيها 1 o مئوية. الشيء الأكثر إثارة للاهتمام الذي نتج عن هذا الرسم هو العلاقة الواضحة بين تدفق الأشعة الكونية CRF العلوي ودرجة الحرارة، فعلى مدى 545 مليون سنة، ارتبط CRF مع درجة الحرارة عكسيا، فعاكس التوقعات وبدا أمراً غريباً، حيث يفترض بهذا الإشعاع تسخين الغلاف الجوي للأرض عند زيادة تدفقه، وليس العكس. 2. الرسم البياني التالي، والذي نتج عن دراسة نسب نظائر الكربون الأكسجين، كشف الحقيقة الجديدة التي تتناقض مع واحدة من أهم نقاط بروتوكول كيوتو، والتي تنص على أن سنة 1998 هي أكثر الأعوام سخونة على الإطلاق ، حيث أنه من الواضح وجود سنوات سابقة حازت على معدلات درجة حرارة مرتفعة، أكثر بكثير من عام 1998. الرسم البياني يوضح بيانات تعود إلى 3000 سنة من اليوم . 3. الرسم التالي، يشير إلى أنه وعلى الرغم من أن تركيز CO 2 قد إزداد بتدرج سريع بين عامي 1972 – 1999، مرتفعاً من 330 إلى أكثر من 360 (جزء في المليون)، إلا أنه كان هناك انخفاض في معدل درجة الحرارة بنحو 1.5 o مئوية. هذه النتيجة تتناقض بشكل واضح وصريح مع نظرية الاحترار العالمي الاحتباس الحراري التي تنص على أن استمرارية الارتفاع في درجة الحرارة ناتجة عن زيادة تركيز ثاني أكسيد الكربون. . 4. أما الرسم البياني القادم، فهو يمثل درجات الحرارة بين عامي 1979-2002 في طبقة الستراتوسفير الجوية، والذي يظهر بطريقة واضحة أنه في السنوات الأخيرة، تجري درجة الحرارة نحو التبريد وليس الاحترار. تجدر الإشارة أن العلو الكبير في درجة الحرارة في عامي 1982 و 1991 هي بسبب ثوران بركان إلتشيشون، وثوران بركان جبل بيناتوبو في الفلبين على التوالي. 5. من خلال تحليل الرسمات البيانية الأولى والتالية، يمكننا بسهولة ربط زيادة ظهور السحب إلى انخفاض واضح في درجات الحرارة. الأشعة الكونية تتسبب في تحول جزيئات الهواء إلى نوى تكاثف لبخار الماء. هذه النوى هي مواقع تشكيل بلورات الجليد، والتي بدورها هي وحدات بناء الغيوم. كلما زاد تشكل الغيوم، ازداد أكثر وأكثر انحراف الإشعاع الشمسي الذي يصل إلى سطح الأرض، وبالتالي تزداد برودة الأرض. الأشعة الكونية لا تتحكم بنفسها ذاتياً؛ إنما يتم التحكم بها عادة من قبل ما يسمى الرياح الشمسية، التي تعرف بأنها تيار من مادة البلازما التي تتدفق من هالة الشمس (الدائرة المحيطة بالشمس)، وتتكون في معظمها من الإلكترونات ذات الطاقة العالية والبروتونات. عندما تكون تيارات الرياح هذه سريعة، فإنها تنتج عموما انخفاضات مؤقتة في كثافة الأشعة الكونية، مما يؤدي إلى نقص في تكوين السحب، لذلك سطح الأرض يصبح أكثر دفئا. والخلاصة: إن المناخ يتغير باستمرار، وكان الطول النموذجي لدورات المناخ في السنوات ال 2000000 الماضية، حوالي 100،000 سنة لكل دورة، تنقسم كل منها الى 90،000 سنة كعصر جليدي، و 10،000 سنة توصف بالفترة البينية الحارة. الفرق في درجة الحرارة بين المراحل الباردة والدافئة يساوي 3 o مئوية إلى 7 o مئوية. المرحلة الحارة الحالية هي طبقاً لهذه الدراسة تصل إلى نهايتها، ومن المرجح أننا الآن في حالة انتقالية بين اثنين من العصور الجليدية، قد يبدأ القادم منها خلال أقل من مئة عام من الآن. إعداد: عيسى ماجد رشماوي