طقس الوطن

تعود بنا الذكريات إلى مثل هذه الأيام من العام الماضي ، حيث تعرضت المنطقة لمنخفض تاريخي أثر على البلاد على مدار 6 أيام أدى إلى هطول كميات قياسية من الأمطار وحدوث فيضانات عارمة في بعض المناطق ، مع هبوب عاصفة ثلجية على المرتفعات الفلسطينية في اليومين الأخيرين من المنخفض تفاصيل المنخفض : تحركت كتلة هوائية قطبية شديدة البرودة من القطب الشمالي نحو الجنوب لتعبر وسط أوروبا وتهبط باتجاه دول البلقان وهناك بدأ المنخفض الجوي بالتشكل فجر السبت 5-1 ، في الوقت الذي كانت فيه الأمطار المحلية تتساقط في مختلف مناطق الوطن نتيجة وجود منطقة صغيرة من الضغط المنخفض نسبياً بالقرب من جزيرة قبرص ، حيث هطلت الأمطار على معظم المناطق على شكل زخات متفرقة كانت غزيرة في بعض اللحظات وقد ضعفت فرصة الهطول تدريجياً بالاتجاه نحو ساعات المساء ومع اقتراب مركز المنخفض قليلاً نحو المنطقة وتمركزه إلى الغرب من جزيرة قبرص فجر الأحد بدأت الأمطارالغزيرة بالهطول فوق المنطقة الشمالية بينما ساد جو صحو في باقي المناطق بسبب طبيعة تمركز المنخفض والرياح الجنوبية الغربية المصاحبة له والتي دفعت بالسحب الماطرة باتجاه مناطق الشمال ومع تحرك المنخفض باتجاه المنطقة وتمركزه سطحياً شرق قبرص وتعمقه بقيم 995 ملليبار في ساعات ليل الأحد-الإثنين دخلت أولى الجبهات الهوائية الباردة والتي أدت إلى هطول الأمطار بكثافة فوق سواحل سوريا ولبنان وشمال فلسطين مع أجواء باردة وعاصفة ، وكانت الأمطار غزيرة جداً في تلك المناطق نظراً لقربها من مركز المنخفض بالإضافة لعمق المنخفض وقوة وضخامة السحب المصاحبة له وفي ساعات صباح الإثنين 7-1 امتدت الأمطار لتشمل مختلف المناطق الشمالية والوسطى حيث ساد طقس عاصف وماطر بغزارة ، وتشكلت السيول والفيضانات في العديد من مناطق شمال الضفة نتيجة للهطول الكثيف والمتواصل للأمطار وفي ساعات المساء خفت حدة الهطول نسبياً مع استمرار هطولها على شكل زخات بين الحين والآخر وفي ساعات فجر اليوم التالي ( الثلاثاء 8-1 ) ونتيجة لاستمرار تدفق الكتل الهوائية الباردة تشكل منخفض جوي جديد تمركز شمال غرب سوريا حيث اشتدت حدة الأمطار مجدداً فوق المناطق الشمالية وامتدت تدريجياً لتشمل باقي المناطق ، وفي ساعات مساء وليل الثلاثاء تركز هطول الأمطار في المناطق الجنوبية بسبب الرياح الشمالية الغربية التي سادت نتيجة تمركز المنخفض فوق سوريا في تلك الفترة حيث هطلت الأمطار المتوسطة والغزيرة بشكل متواصل طوال ليلة الثلاثاء-الأربعاء في المناطق الجنوبية والوسطى ( لاسيما مناطق جنوب القطاع وجنوب الضفة ووسط وشمال النقب ) وفي صباح الأربعاء ازدادت برودة الطقس نتيجة استمرار تدفق الهواء القطبي حيث تهيأت الفرصة لتساقط الثلوج فوق المرتفعات العالية مع استمرار هطول الأمطار في باقي المناطق على شكل زخات متقطعة مصحوبة بالعواصف الرعدية والبرد وفي ساعات بعد منتصف الليل دخلت آخر الجبهات القطبية المصاحبة لذلك المنخفض والتي أثرت بشكل أساسي فوق المناطق الجنوبية نتيجة الرياح الشمالية الغربية حيث تساقطت الثلوج بكثافة في ساعات فجر وصباح الخميس فوق جبال جنوب الضفة بينما تساقطت الثلوج بين الحين والآخر على باقي المرتفعات التي تزيد عن 700 متر ، في الوقت الذي هطلت فيه الأمطار الرعدية الغزيرة وزخات البرد في جنوب القطاع ، بينما هطلت زخات متقطعة في باقي المناطق بدأ المنخفض بالانحسار تدريجياً مساء الخميس 10-1 لينحسر تماماً في ساعات الليل الأولى حيث توقف الهطول في جميع المناطق مع بقاء الأجواء غائمة ، وتشكل الصقيع في مختلف المرتفعات خلال ساعات الليل والصباح الباكر وهكذا انتهى ذلك المنخفض التاريخي والذي أدى إلى هطول كميات قياسية من الأمطار وصلت إلى أكثر من 300 ملم في بعض مناطق شمال غرب الضفة ، بينما تجاوزت الـ 150 ملم في باقي مناطق الضفة ( باسثناء منطقة الأغوار ومناطق أقصى جنوب الضفة ) وفي مناطق قطاع غزة تراوحت كميات الأمطار بين 50-140 ملم فيما بلغت سماكة الثلوج في مرتفعات الضفة كما يلي : جبال الخليل والقدس وبيت لحم : 25-45 سم رام الله 15-25 سم بينما تشكلت طبقة رقيقة من الثلوج في نابلس وقد أدت الفيضانات التي نتجت عن هطول كميات قياسية من الأمطار في شمال الضفة إلى حدوث أضرار مادية جسيمة إضافة إلى وقوع 3 ضحايا جرفتهم مياه الأمطار ( رحمهم الله جميعاً )